ميتاني (مملكة ميتاني) مملكة حورية بين القرن الخامس عشر ق.م وبدايات القرن الرابع عشر ق.م في شمال الهلال الخصيب في سوريا تمتد للموصل بالعراق.
الامتداد
بلغت رقعة المملكة الميتانية في أوج توسعها من نوزي شرقاً، (كيليكيا) كلها، وصولاً إلى حلب غرباً، وربما بلغت اللاذقية وحمص، وكانت مركز المملكة عند منابع الخابور، حيث كانت إحدى عواصم المملكة (واشوكانو/ واشوكاني) التي تدل على انها تل الفخيرية في بالقرب من رأس العين في شمال شرق سوريا وتعني باللغة الكردية (الطاحونة والنبع) ويلاحظ ان امتداد هذه الرقعة في منطقة الجزيرة السورية وجنوب شرق تركيا وشمال شرق سوريا محيطة بالعاصمة واشوكاني.
أقصى توسع لمملكة ميتاني الحورية
اقتصاد
مكنت طبيعة الأراضي الخصبة والهطولات المطرية العالية، سكان المنطقة من إنتاج زراعي جيد وكذلك نربية للأبقار الخراف والماعز، كذلك مارس السكان التجارة، وبالنظر إلى أن المعلموات المباشرة عن المملكة قليلة، فإن الاعتماد على المصادر المحيطة، كأرشيف نوزي من مملكة عرفة والنصوص من ألالاخ تمكن من تحديد السوية الاقتصادية الجيدة للمملكة الميتانية.
لغة وسكان
الشواهد اللغوية المعروفة في المملكة الميتانية هي بشكل أساسي الحورية والأكادية والأناضولية القديمة، كذالك بعض الكلمات والأسماء الهندوآرية مثل بعض أسماء الاشخاص والواحق الاسمية وأسماء بعض الآلهة، وكانت المملكة الميتانية كبقية ممالك الشرق القديم عبارة عن خليط من مجموعات لغوية متعددة، وإن يكن بشكل أساسي من الحوريين والأموريين والآشوريين واراميون ومجموعات هندوآرية و الاكراد أحد احفاد المتانيين بحسب بعض المؤرخين استنادا إلى اللغة الهندو الارية
تاريخ
الفترة المبكرة
منذ نهاية الألف الثالث ق.م تشكلت في مناطق الجزيرة الفراتية ومحيطها أمارات صغيرة، أخذت بالنمو تدرجياً، يذكر منها أوركيش، والتي ضمت إليها مواقع ومستوطنات أصغر، كانت قد نشأت في مناطق تواجد حوريي اللغة من زاغروس إلى منابع الخابور، إلا أن أنتشار حوريي اللغة يمكن تتبعه حتى حوض العاصي وفي شرق الهلال الخصيب حتى ماري وبابل حيث شكلوا نسبة من العمال والعبيد، أما في يمحاض (حلب) فقد أصبحوا من علية القوم، ومن النقش على تمثال إِدريمي ملك ألالاخ (1470 ق.م) نقرأ لأول مرة عن مملكة حورية-ميتانية، التي يفترض بها قد نشأت في نهاية القرن السادس عشر ق.م ومتدت حتى شواطئ البحر الأبيض المتوسط في سورية . بدايات المملكة الميتانية لا زالت غامضة، وليس معروفاً كيف أزداد دور اللغة الهندوآرية فيها، أكان ذلك عن طريق دخول مجموعات هندوآرية اللغة، أم أن الحوريون نفسهم تبنوا هذه اللغة، مع أن قلّة من الملوك كانوا يحملون أسماء حورية.
فترة القوة
يمكن الاسنتاج من أن حملة تحوتمس الأول (1492- 1504 ق.م) على سوريا، على أنها بداية المواجهة بين مصر الفرعونية والمملكة الميتانية، حتى أنه نصب تذكاراً له غرب الفرات في الجزيرة السورية، وما تابعه تحتمس الثالث (1479- 1425 ق.م)من حملات.
إلا أنه ليس واضحاً الدور الذي لعبته ميتاني في التحالف السوري الذي قاده مللك قادش في معركة مجدو(1456 ق.م) ضد الملك المصري تحتمس الثالث، لكن الواضح أن المواجهات المصرية الميتانية السورية القديمة كانت في العام (1446 ق.م) حيث تقابل الجيشان إلى الغرب من حلب. لم يكن سهلاً على الجيش المصري التحكم في كامل غرب وشمال الهلال الخصيب وإن كان قد وضع حاميات عسكرية في بعض المدن كما في جبيل، إلا أن ذلك لم يحد من ثورة بعض مدن الساحل الكنعاني، وكذلك شهدت هذه الفترة زيادة نفوذ ميتاني في كامل شمال الهلال الخصيب، حتى أن أوغاريت كانت إحدى الدويلات التابعة لميتاني في بعض الفترات، كما أن بعض الدويلات التابعة سابقاَ للممكة الحيثية أنضمت إلى ميتاني مع نهاية القرت الخامس عشر ق.ميتاني كانت قد أخضعت آشور وعقد تحالفات مع الدولة البابلية لاحقاً بدأت العلاقات الميتانية المصرية بالتحسن، ويشهد على ذلك الزيجات المتبادلة بين الملوك والرسائل المتبادلة بين طيبة وواشوكانو/ واشوكاني (سوريا) في رسائل تل العمارنة، كما في رسالة من المللك الحوري شوتارنا الثاني (Shuttarna II) مللك ميتاني إلى الملك المصري امنحوتب الثالث (Amenophis III).
ثم تلى ذلك صراعات على العرش بين أمراء المملكة أدى إلى فترة ضعف. لاحقاً قام الملك الآشوري آشور أوبليط الأول(1363- 1328 ق.م) باستعادة الدور الآشوري في المنطقة مسبباً تشظي المملكة الميتانية في وحدات صغيرة.
ميتاني بين آشور وحاثي
عقد الأمير شاتيوازا(Shattiwaza)، حكم أقليم هانيلجابات 1335- 1320 ق.م معاهدة تبعية مع ملك الحيثيين شوبيلوليوما الأول (Suppiluliuma I) وأصبحت المنطقة متنازع عليها من القوتين الآشورية والحيثية، وتزايدة الهجمات الآشورية علة المنطقة في عهد آداد نياري الأول (1305- 1275 ق.م) حتى أنه بنا قصراُ له في إحدى عواصم المنطقة، كما رحل مجموعات من السكان نحو مدينة آشور
أما من الجانب الحيثي فقد شاركت القوات الميتانية مع ضمن القوات الحيثية في معركة قادش (1285 ق.م) وسط سوريا ضد القوات المصرية، وعادت المناوشات والسيطرة الآشورية على المنطقة، حتى زمن الملك الآشوري توكولتي نينورتا الأول (1243- 1207 ق.م) والذي بسط نفوذ المملكة الآشورية من بابل وحتى نياري (فان حالياً)، إلا أن المنطقة بقيت منطقة نزاع بين الآشوريين والحيثيين، حتى نهاية الألف الثاني ق.م وظهور الممالك الآرامية كقوة جديدة سيطرت على المنطقة.