history
مرحبا بكم في منتدى التاريخ history forums
history
مرحبا بكم في منتدى التاريخ history forums
history
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

history

history
 
التسجيلالتسجيل  الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ
آية الكرسي (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) [البقرة:255]
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» أغرب 10 أماكن في العالم
حرب بونيقية ثانية I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 20, 2010 3:51 pm من طرف فريدة العرب

» ذو القرنين
حرب بونيقية ثانية I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 08, 2010 12:44 pm من طرف فريدة العرب

» وصفات لتخفيف الوزن بسرعه وكل يسر وسهولة
حرب بونيقية ثانية I_icon_minitimeالإثنين يونيو 07, 2010 11:18 am من طرف فريدة العرب

» يوتوب لأروع لقطات الأسطورة زيــدان
حرب بونيقية ثانية I_icon_minitimeالإثنين يونيو 07, 2010 11:06 am من طرف فريدة العرب

» كيفية التعامل مع الآخرين
حرب بونيقية ثانية I_icon_minitimeالإثنين مايو 31, 2010 4:47 pm من طرف فريدة العرب

» نصائح تخط بماء الذهب
حرب بونيقية ثانية I_icon_minitimeالإثنين مايو 31, 2010 3:12 pm من طرف فريدة العرب

» معجون الحمضيات السريع
حرب بونيقية ثانية I_icon_minitimeالإثنين مايو 31, 2010 2:45 pm من طرف فريدة العرب

» الثقة بالنفس و سبل تحقيقها.....
حرب بونيقية ثانية I_icon_minitimeالأحد مايو 30, 2010 3:56 pm من طرف فريدة العرب

» بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010
حرب بونيقية ثانية I_icon_minitimeالأحد مايو 30, 2010 12:57 pm من طرف Admin

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 10 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو alielater فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 484 مساهمة في هذا المنتدى في 454 موضوع
تصويت
سحابة الكلمات الدلالية
العاب
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 33 بتاريخ الأربعاء مارس 13, 2024 12:17 am
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط history على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط history على موقع حفض الصفحات

 

 حرب بونيقية ثانية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


ذكر الأبراج الصينية : الفأر
عدد المساهمات : 5
نقاط : 12
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
العمر : 40
الموقع : tebessa

حرب بونيقية ثانية Empty
مُساهمةموضوع: حرب بونيقية ثانية   حرب بونيقية ثانية I_icon_minitimeالخميس مايو 06, 2010 2:12 pm

الحرب البونيقية الثانية ، كما تسمى أيضا بـ الحرب الحنبعلية ومن قِبل الرومان الحرب ضد حنبعل ، واستمرت من عام 218 ق.م. حتى عام 201 ق.م.، حيث دار القتال فيها في غرب وشرق البحر المتوسط. وكانت هذه الحرب هي الثانية بين قرطاج والجمهورية الرومانية، مع مشاركة من البربر في الجانب القرطاجي. وكانت بين الدولتين ثلاث صراعات كبرى ضد بعضهما البعض. سميت "بالحروب البونيقية"، لأن الرومان أطلقوا على القرطاجيين اسم البونيقيين (Punici) بسبب أنهم خليط من الفينيقيين وشعب البربر فكان الاسم خليطا منهما أيضاً.

تميزت هذه الحرب بوجود رحلة حنبعل وعبوره جبال الألب، ثم تعزيزه بقوات من قبل حلفائه الغاليين وانتصاراته الساحقة على الجيوش الرومانية في معركة تريبيا والكمين العملاق في معركة بحيرة تراسمانيا. ولمواجهة مهارات حنبعل في ساحة المعركة استخدم الرومان تكتيك حروب الاستنزاف. ولكن بسبب السخط الشعبي المتزايد بسبب عدم تحقيق هذا التكتيك لنصر حاسم، لجأ الرومان إلى دخول معركة أخرى. وكانت النتيجة هزيمة الرومان في معركة كاناي. ونتيجة لذلك خسر الرومان الكثير من حلفائهم الذين تحالفوا مع قرطاجنة، مما أطال أمد الحرب في إيطاليا لأكثر من عقد من الزمن، تم خلالها تدمير أكثر الجيوش الرومانية في ساحة المعركة.

وعلى الرغم من هذه النكسات، كانت القوات الرومانية أكثر مهارة في حصار أعدائهم من القرطاجيين واستعادوا جميع المدن الكبرى التي انضمت إلى العدو، وكذلك هزموا القوات التي جاءت لتعزيز حنبعل في معركة ميتوريوس. في الوقت نفسه في أيبيريا، التي كانت بمثابة المصدر الرئيسي لقوات الجيش القرطاجي، قامت القوات الرومانية بحملة ثانية تحت قيادة سكيبيو الإفريقي لغزو قرطاجنة الجديدة والتي أنهت الحكم القرطاجي في أيبيريا في معركة إليبا.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/7/77/Rome_carthage_218.jpg/800px-Rome_carthage_218.jpg

وكانت المواجهة النهائية في معركة زامة في إفريقية بين سكيبيو الإفريقي وحنبعل، والتي هُزم فيها الأخير وفُرضت شروط قاسية للسلام على قرطاجنة، والتي لم تعد قوة عظمى في البحر المتوسط، وأصبحت ذات نظام عميل للرومان.

خلال هذه الحرب اشتعلت الحرب المقدونية الأولى في شرق البحر المتوسط والبحر الأيوني.

يتم تصنيف جميع المعارك المذكورة في هذه المقدمة، بأنها من بين أكثر المعارك من حيث الخسائر البشرية، كما تضمنت عدداً من الكمائن الناجحة للجيوش التي انتهت أيضاً بإبادة شبه كاملة للجنود.

الخلفية التاريخية

اندلعت الحرب البونيقية الثانية بين قرطاجنة وروما نتيجة الخلاف حول السيطرة على ساغونتو، وهي مدينة ساحلية أسسها اليونانيون في أيبيريا وكانت لها علاقات دبلوماسية مع روما. بعد توتر كبير في المدينة بلغ ذروته باغتيال أنصار قرطاجنة، قاد حنبعل حصاراً على تلك المدينة في عام 219 ق.م.

طلبت المدينة الدعم والمساندة من الرومان، ولكن النداءات لم تجد آذاناً صاغية. بعد حصار طويل وصراع دموي أصيب فيه حنبعل نفسه بجروح، استطاع القرطاجيون في النهاية، السيطرة على المدينة. فضّل الكثير من الساغونتيين الانتحار بدلاً من الإعدام من قِبل القرطاجيين.

قبل الحرب، عقدت روما وهاسدوربال العادل معاهدة. ذكر تيتوس ليفيوس أنها كانت تنص على أن أيبيريا ينبغي أن تكون الحدود بين كلا الإمبراطوريتان، وأنه ينبغي الحفاظ على حرية الساغونتيين.

الأوضاع في غرب البحر المتوسط (218 ق.م. - 213 ق.م.)

رحلة حنبعل

صورة تمثل عبور حنبعل مع جيشه جبال الألب

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/dc/Hannibal3.jpg/520px-Hannibal3.jpg

بلغ تعداد الجيش القرطاجي في أيبيريا، وفقا لبوليبيوس[2]، 90,000 من المشاة، بالإضافة إلى 12,000 فارس مع عدد غير معروف من الفيلة الحربية، وهو واحد من أكبر الجيوش في هذه الفترة. غادر حنبعل مع هذا الجيش من قرطاجنة الجديدة في إسبانيا شمالاً على طول الساحل في أواخر الربيع من 218 ق.م. وعند نهر أبرة قسّم الجيش إلى ثلاثة أقسام، قاهرأً قبائل تلك المنطقة حتى وصل إلى جبال البرانس في غضون أسابيع، ولكن مع خسائر فادحة.

وفي جبال البرانس، ترك كتيبة من القوات الأيبيرية تقدر بـ 11,000 جندي، كحامية للمنطقة التي احتلت حديثا.[3] بعد ذلك، دخل حنبعل بلاد الغال مع 50,000 من المشاة و 9,000 فارس. واتخذ مساراً لجيشه بعيداً عن الساحل، لتجنب حلفاء الرومان على طول الساحل. مع بعض التحالفات في بلاد الغال، استطاع التحرك عبر بلاد الغال باستثناء معركة عبور الرون حين قاومته قوة من قبيلة "فولكاي"، وهي إحدى القبائل الغاليّة الموالية للرومان، لكن دون جدوى لمواجهة هذه القبيلة لـ38,000 من المشاة و 8,000 فارس و 37 فيل حرب.

في غضون ذلك، كان الأسطول الروماني يحمل قوات رومانية لغزو شمال أيبيريا، بقيادة الأخوين غنايوس وبابليوس سكيبيو، الذين كانا يعلمان بأن قوات حنبعل عبرت نهر أبرة، ولكنهما فوجئا بتقدم الجيش القرطاجي إلى نهر الرون.

أرسل 300 فارس ليستطلعوا مكان العدو، لكنهم هُزموا من قِبل قوة قرطاجية من 500 فارس نوميدي وطاردوهم إلى معسكرهم الرئيسي. وهكذا، عرف الرومان مكان العدو، واستعدوا للمعركة. غير أن حنبعل استطاع تجنب قوات الرومان باتخاذه طريقاً غير معروف حتى بلوغه جبال الألب في فصل الخريف. وهناك استقبل رسلاً من حلفائه الغاليّين في إيطاليا، الذين حثّوه على أن يأتي لنجدتهم وعرضوا عليه أن يرشدوه عبر جبال الألب.

الحملة الرومانية الأولى على أيبيريا

لم تتمكن الحملة الرومانية الأولى على أيبيريا من استدراج القوات القرطاجية إلى معركة حاسمة في أيبيريا، والتي استطاعت أن تراوغ وتستمر في تقدمها نحو شبه الجزيرة الإيطالية عبر بلاد الغال. قام الرومان بملاحقة القوات القرطاجية في طريقها إلى شمال أيبيريا تحت قيادة سكيبيو الأصلع، في محاولة لحسم الحرب بعيداً عن إيطاليا، بينما عاد القائد الآخر بابليوس سكيبيو، إلى روما محذراً من خطر غزو إيطاليا وخصوصاً لكون بعض قبائل شمال إيطاليا كانت في حالة تمرد بالفعل. إلا أنه بعد عام 217 ق.م. سافر ثانيةً إلى إسبانيا.

في أيبيريا، لم يحظ الحكم القرطاجي بترحيب الأيبيريين، إلا أن تقاعس الرومان عن مساعدتهم أثناء حصار ساغونتو جعل الأيبيريين ساخطين على الرومان. أنشأ سكيبيو الأصلع مقر قيادته في "سيسا" وهي من المناطق التي كان حنبعل قد احتلها حديثاً آنذاك، والتي تقع في المنطقة الواقعة بين نهر أبرة وجبال البرانس. ومع الوقت حصل على تأييد متزايد بين السكان الأصليين. مما دفع القائد القرطاجي "هانو بن صدربعل العادل" (ابن شقيقة حنبعل) لدخول معركة ضارية ضد الرومان قبل أن تنضم قواته إلى قوات صدربعل شقيق حنبعل، على الرغم من أن عدد قوات الرومان ضعف عدد قواته. وكانت النتيجة انتصار الرومان في معركة سيسا في عام 218 ق.م.

شكّل التحالف بين أسطولي الرومان والمساليين - وهي قبائل كانت تسكن جنوب بلاد الغال في تلك الفترة - خطراً على القرطاجيين. عقد صدربعل العزم على هزيمة هذا الأسطول، بالرغم من أن قواته البحرية لها تاريخ من الفشل ضد الرومان. فقد خسرت جميع المعارك في السابق عدا مرة خلال الحرب البونيقية الأولى والأخرى في ليلبايوم في عام 218 ق.م. على الرغم من التفوق العددي الروماني. لذلك قرر أن يتحرك الجيش والأسطول معا. كان الأسطول غير منظم قبل المعركة، إلا أن الجيش كان يمثل دعماً معنوياً عالياً، والملاذ الآمن للأسطول بعد معركة نهر أبرة.

بعد أن اشتبكت 40 سفينة قرطاجية وأيبيرية ضد 55 سفينة رومانية هُزم القرطاجيّون وخسروا ثلاثة أرباع أسطولهم وبقيت سفنهم الباقية مع الجيش على الشاطئ. في أعقاب ذلك تراجعت القوات القرطاجية، ولكن الرومان كانوا لا يزالون محاصرين في المنطقة الواقعة بين نهر أبرة وجبال البرانس.

حرم وجود الرومان في تلك المنطقة القرطاجيين من إرسال تعزيزات من أيبيريا لحنبعل أو إلى الغاليين المتمردين في شمال إيطاليا خلال تلك المرحلة الحرجة من الحرب. لحل هذه المشكلة في 215 ق.م.، تحرك صدربعل بقواته واشتبك مع الرومان في معركة درتوسا. في هذه المعركة، استغل صدربعل تفوق فرسانه في تطويق العدو من الجانبين بمساعدة قوات مشاته، وهو التكتيك الذي تم استخدامه بنجاح في معاركهم بإيطاليا. إلا أن الرومان استطاعوا اختراق هذا التطويق من الوسط وفصل كلا الجناحين على حدة، الأمر الذي ألحق خسائر فادحة بالقرطاجيين، ولكن مع خسائر فادحة في صفوف الرومان أنفسهم.

في الوقت الذي كان فيه الرومان يحققون تقدماً ضئيلاً على القرطاجيين في أيبيريا، استطاع الرومان فتح جبهة قتال جديدة ضد قرطاجنة عن طريق التحالف مع صيفاقس ملك النوميديين الغربيين القوي في شمال أفريقيا. في عام 213 ق.م.، استقبل صيفاقس بعض الضباط الرومان لتدريب جنوده المشاة الذين لم تكن لديهم القدرة بعد على مجابهة أعدائهم القرطاجيين. مع هذا الدعم، شن صيفاقس حرباً ضد حليف القرطاجيين "غايا" ملك النوميديين الشرقيين. وفي 213 ق.م.، غادر صدربعل أيبيريا لقاتل صيفاقس.


مسار حملة حنبعل لغزو إيطالي
ا
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/4/48/Hannibal_route_of_invasion-en.svg/770px-Hannibal_route_of_invasion-en.svg.png

الأوضاع في وسط البحر المتوسط (218 ق.م. - 213 ق.م.)

الحملات والمناوشات البحرية

في 218 ق.م.، كانت البحرية القرطاجية مشغولة في استكشاف في المنطقة البحرية حول صقلية وتستعد لهجوم مباغت على ليلبايوم في أقصى غرب الجزيرة. هجمت 20 سفينة قرطاجية محملة بـ 1,000 جندي، داهمت الجزر العقادية غرب صقلية بينما هاجمت 8 سفن جزر فولكان، إلا أنها تعرضت لعاصفة في مضيق ميسينا. وتمكنت السفن السرقوسية من الاستيلاء على ثلاثة منها دون مقاومة. ومن طواقمها علموا بأن أسطولاً قرطاجياً سيهاجم ليلبايوم. حذّر "هيرو الثاني" ملك سرقوسة القائد الروماني "ماركوس أميليوس". نتيجة لذلك أعد الرومان 35 سفينة لاعتراض القرطاجيين وهزموهم في معركة ليلبايوم، والتي كانت أول المعارك البحرية في الحرب.

في 218 ق.م.، كانت هناك حملة رومانية يتم إعدادها في ليلبايوم لمهاجمة إفريقية (تونس حالياً). توقع حنبعل هذه الخطوة وعزز الجيش في إفريقية بإرساله 13,850 جندي مشاة أيبيري و870 رامياً من جزر البليار مع 1200 فارس أيبيري. بالإضافة إلى، 4,000 أيبيري من علية القوم نُقلوا إلى قرطاج لتعزيز دفاعها، وأيضا ليكونوا بمثابة رهائن لضمان ولاء شعبهم.[6] وفي المقابل، أرسل 11,850 جندي مشاة ليبي و 300 جندي ليغوري و 500 جندي من جزر البليار لأيبيريا لتعزيز الدفاعات ضد الغزو الروماني المتوقع.[7]

هُزم الأسطول القرطاجي في مواجهتين عنيفتين أمام الرومان، ولكن أياً من الجانبين لم يكن قادراً على الإغارة على سواحل خصمه. كان هناك استثناء وحيد في عام 217 ق.م. عندما حاول أسطول قرطاجي من 70 سفينة إلا أنه تم اعتراضه قبالة سواحل "إتروريا" بأسطول روماني من 120 سفينة فتراجع دون خوض المعركة.

قامت أول حملة قرطاجية إلى سردينيا في 215 ق.م. تحت قيادة "صدربعل الأصلع" وتابعه "حمسقورا". وعندما وصلت إلى سردينيا، كان الرومان على علم بنواياهم وعززوا الحامية تحت قيادة تيتوس مانيليوس توركاتيوس بـ 20,000 من المشاة و 1,200 فارس. هزمت هذه القوات 15,000 من المشاة القرطاجيين و1,500 فارس قرطاجي (بالإضافة إلى عدد غير معروف من الفيلة) ومتمردي سردينيا في " معركة كورنوس ". في أعقاب ذلك، واجهت الحملة القرطاجية ذات الـ60 سفينة 100 سفينة رومانية قادمة من إفريقية وهُزموا، ولم تنج سوى 7 سفن. وبذلك بقيت سردينيا - وهي مُنتج مهم للحبوب - تحت الاحتلال الروماني.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/1/17/Battle_trebia.gif

تمرد القبائل الغاليّة

تلقّى الرومان أنباءً عن عبور حنبعل نهر أبرة وعن تمرد القبائل الغاليّة في شمال إيطاليا في الوقت نفسه.وكان هذان الحدثان سبباً في تكوين تحالف بين القرطاجيين والقبائل الغاليّة ضد العدو المشترك: روما. كان الهدف الأول للمتمردين هو المستعمرات الرومانية في بياتشنسا وكريمونا، مما تسبب في تراجع الرومان إلى مودينا، والتي حاصرها الغاليون بعد ذلك. وعلى الجانب الآخر، تحرك القائد الروماني "مالينوس فولسو" مع فيلقين رومانيين وقوات من حلفائهم، مع 1,600 فارس و 20,000 جندي مشاة، إلى غاليا كيسالبينا. تعرض هذا الجيش لكمينين على الطريق من قبل الريمينيين، وفقد 1,200 رجل. وعلى الرغم من رفع الحصار عن مودينا، فإن هذا الجيش نفسه وقع تحت حصار على بعد أميال قليلة من مودينا. دفع هذا الحدث مجلس الشيوخ الروماني لإرسال أحد فيالق "سكيبيو" و 5,000 من قوات حلفائهم لمساعدة "فولسو". أصبح سكيبيو في حاجة لزيادة قواته لتحل محل هذه القوات، وبالتالي لم يستطع التقدم نحو أيبيريا حتى سبتمبر من 218 ق.م.، مما أعطى الوقت لحنبعل للتقدم من نهر أبرة حتي نهر الرون.

بعد نجاح حنبعل في المراوغة لكي لا يدخل معركة ضارية عند ضفاف الرون، اتجه حنبعل لمساعدة حلفائه الغاليين، الذين كانوا تحت ضغط التعزيزات الرومانية. عبر حنبعل جبال الألب، متغلباً على المناخ والتضاريس وكمائن القبائل المحلية. وصل حنبعل مع ما لا يقل عن 28,000 جندي مشاة و6,000 فارس و30 فيل حرب إلى "توريني" في إيطاليا. وكان الرومان يتوقعون عبوره عبر الألب، ولكن ليس بهذه السرعة، في حين كان الجنود الرومانيون لا يزالون في ثكناتهم الشتوية. كان عبور حنبعل لجبال الألب إنجازاً عظيما لأنه لم يسبق لجيش أن عبرها في فصل الشتاء مع فيلة، كما كان هذا العبور سببا لكي تلغي روما نواياها لغزو إفريقية.

كان حلفاء حنبعل من القبائل الغاليّة التي تسكن وادي نهر بو لا يزالون بعيدين. اضطر حنبعل للقتال مع قواته التي تناقص عددها لكي يصل إلى حلفائه وليحثّ باقي سكان غاليا كيسالبينا على التمرد على الرومان. كان أول أهدافه هو الاستيلاء على مدينة "توريني". وبعد ذلك، اعترض القرطاجيون قوات رومانية تحت قيادة بابليوس سكيبيو والذي سبق أن تجنب حنبعل مواجهته في وقت سابق في وادي الرون، والذي لم يكن يتوقع وصوله المبكر على الجانب الآخر من جبال الألب. ونتيجة لذلك نجح فرسان حنبعل في هزم الفرسان الرومان في اشتباك طفيف في معركة تيسينيوس. تعرض "سكيبيو" لجروح خطيرة في المعركة، وتراجع مع قواته عبر نهر "تريبيا"، وعسكر في مدينة بياتشنسا في انتظار التعزيزات. ونتيجة لهزيمة روما في "تيسينيوس"، انضمت كل القبائل الغاليّة عدا "السينومانيون" إلى القرطاجيين. وسرعان ما أصبحت قبائل الشمال الإيطالي بأكملها بما في ذلك الغاليون والليغورنيون تُعزز جيش حنبعل بما لا يقل عن 40,000 من الرجال.

خطة معركة بحيرة تراسمانيا

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/2a/Battle_of_lake_trasimene.gif/781px-Battle_of_lake_trasimene.gif

قبل وصول الأنباء عن الهزيمة في "تيسينيوس" إلى روما، أمر مجلس الشيوخ القنصل تيبيريوس لونجيوس بالعودة مع جيشه من جزيرة صقلية، حيث كان يستعد لغزو إفريقية للانضمام إلى "سكيبيو" ومواجهة حنبعل. عرقل حنبعل محاولة جيش سمبرونيوس الانضمام لجيش سكيبيو. إلا أن استيلاء القرطاجيين على مستودع الإمدادات في قرية كلاستيديوم عن طريق خيانة بعض السكان المحليين ألهى القرطاجيين وسمح لجيش سمبرونيوس بالانضمام لجيش سكيبيو، الذي كانت لا تزال إصاباته خطيرة. سمح حنبعل للرومان بتحقيق بعض الانتصارات البسيطة، مما أغرى الرومان تحت قيادة سمبرونيوس بقتال حنبعل في معركة تريبيا. تلقت القوات الرومانية الأوامر بالمشاركة في المعركة دون حتى حصولهم على وجبة الإفطار بل وعبروا نهراً بارداً، مما قلل من قدرة الكثيرين على القتال. علاوة على ذلك، قاد "ماجو برقا" - شقيق حنبعل - كتيبة من الجنود القرطاجيين لمهاجمة الرومان من الخلف. عانى الرومان من خسائر فادحة حيث لم ينج سوى 20,000 رجل فقط من أصل 40,000، وغادروا غاليا كيسالبينا. وبعد أن ثبّت حنبعل مواقعه في شمال إيطاليا بهذا الانتصار، وجد حنبعل المأوى لقواته في فصل الشتاء بين الغاليين. ارتفع عدد جيش حنبعل، إلى 60,000 رجل، ولكن انخفضت حماسة جنوده من القرطاجيين.

في عام 217 ق.م.، عزم مجلس الشيوخ الروماني على إرسال جيوش جديدة ضد حنبعل تحت قيادة القنصلين المنتخبين حديثاً جنايوس جيمينوس وجايوس فلامينيوس نيبوس. كان لفلامينيوس تاريخ من عدم الثقة من زملائه أعضاء مجلس الشيوخ، الذين كانوا يخشون من محاولته إيجاد ذرائع لتأجيل سفره. حتى أنه غادر بهدوء روما لتولي جيشه في ريميني دون أداء المناسك الدينية الطويلة المطلوبة من القنصل الجديد.وافق مجلس الشيوخ بالإجماع على إعادته له لكنه تجاهل الأوامر. هذا سبب استياءً واسع النطاق بين الرومان الذين كانوا يخشون من أن عدم احترام فلامينيوس للآلهة سيجلب الكوارث على روما. كما كان متوقعاً، تقدم حنبعل إلى وسط إيطاليا، تحرك جيش فلامينيوس من ريميني إلى أريتسو، لتغطية ممرات الألب الجبلية في إتروريا. أما زميله سيرفيليوس، الذي أدّى الطقوس المناسبة فقد تحرك جيشه خلف جيش فلامينيوس، إلى ريميني لتغطية الطريق إلى إتروريا على طول ساحل البحر الأدرياتيكي. والقوة الثالثة - التي كانت تضم الناجين من الحملات السابقة - كانت تتمركز في أتروريا تحت قيادة سكيبيو. وبالتالي كل الطرق المؤدية إلى روما مؤمنة.

في أوائل ربيع عام 217 ق.م.، قرر حنبعل أن يتقدم، تاركا حلفاؤه من القبائل الغالية في وادي نهر بو وعبر جبال الألب. وبعد ذلك تجنب حنبعل مواقع الرومان واتخذ الطريق الوحيد إلى إتروريا الغير محمي وذلك عند مصب نهر "أرنو". وكان هذا الطريق يمر من خلال المستنقع الضخم الذي حدث نتيجة لفيضان الربيع. وسار جيش حنبعل لعدة أيام دون العثور على أماكن مناسبة للراحة، مع معاناة رهيبة نتيجة الإرهاق وقلة النوم. أدّى ذلك إلى فقدان جزء من قواته، بما في ذلك الفيلة القليلة المتبقية.

عندما وصل حنبعل إلى إتروريا في ربيع عام 217 ق.م.، حاول حنبعل أن يواجه الجيش الروماني الرئيسي الذي كان تحت قيادة فلامينيوس في معركة ضارية عن طريق تدمير المنطقة التي أرسل فلامينيوس لحمايتها.ثم لجأ حنبعل إلى حيلة جديدة، فسار بجنوده نحو الجناح الأيسر لجيش عدوه وبذلك قطع الطريق بينه وبين روما. وبتقدمه نحو إتروريا، استفز حنبعل فلامينيوس الذي سعى لملاحقة القرطاجيين دون استطلاع الطريق حتى.

وفي مضيق جبلي على شاطئ بحيرة تراسمانيا، صنع حنبعل كميناً لجيش فلامينيوس. نجح هذا الكمين نجاحاً كاملاً في معركة بحيرة تراسمانيا، والتي قضى فيها حنبعل على معظم الجيش الروماني وقُتل فلامينيوس نفسه، دون أن يخسر حنبعل خسائر تُذكر. تمكّن 6,000 جندي روماني من الهرب، ولكن بعد ذلك استطاع ماهربعل وفرسانه النوميديين القبض عليهم وإجبارهم على الاستسلام. أرسل سكيبيو فرسانه للدعم ولكن ألقي القبض عليهم أيضاً وأبيدوا. ونتيجة لهذا الانتصار، كانت غنائم الجيش الذي يتكون من الغاليين والأفارقة والأيبيريين والنوميديين من المعدات العسكرية أكثر مما يمكنهم استخدامه بأنفسهم وبيع الفائض عن طريق التجار المصريين إلى الرومان أنفسهم.

بعد هذه المعارك السابقة، تم تصنيف الأسرى فتم احتجاز الرومان، أما غير الرومان فأطلق سراحهم لنشر الدعاية في أرجاء إيطاليا بأن الجيش القرطاجي جاء لإيطاليا للقتال من أجل حريتهم ضد الرومان. من الناحية الاستراتيجية، استطاع حنبعل أن يتخلص من القوة الوحيدة التي يمكن أن تعيق تقدمه نحو روما، ولكن على الرغم من دعوات قواده، لم يشرع في غزو روما. وبدلاً من ذلك، قرر التوغل جنوباً على أمل كسب حلفاء بين قبائل الجنوب الإيطالي.

حرب الاستنزاف

أصابت الهزيمة في معركة بحيرة ترانسمانيا الرومان بالهلع لاقتراب القرطاجيين جداً من مدينتهم، لذا قرر مجلس الشيوخ اللجوء إلى إجراء كان يتخذ في حالات الطوارئ بتعيين دكتاتور مؤقت ليكون قائداً عاماً للقوات لمدة ستة أشهر، والتي تكون مقسمة عادة بين اثنين من القناصل. لتنفيذ هذا الإجراء، كان الأمر يتطلب وجود قنصل واحد على الأقل لتعيين "دكتاتور". ولما كان القنصل فلامينيوس ميتاً، والآخر سيرفيليوس بعيداً مع الجيش الوحيد الذي بقي في إيطاليا، قرر مجلس الشيوخ انتخاب الدكتاتور دون تواجد قنصل. ولما كان هذا الإجراء غير دستورياً، فقد مُنح الشخص المنتخب فابيوس ماكسيموس لقب "برودكتاتور"، على الرغم من أنه له نفس الصلاحيات التي يتمتع بها دكتاتور. كما عين مجلس الشيوخ ماركوس روفوس "قائداً للفرسان"، الذي يكون بمثابة الرجل الثاني في القيادة بدلا من السماح للدكتاتور نفسه باختياره كما هي العادة.

خرج فابيوس عن التقليد الروماني العسكري باستدراج العدو لمعركة ضارية في أقرب وقت ممكن. حيث اخترع فابيوس استراتيجية "حرب الاستنزاف" برفضه فتح معركة مع خصمه، ولكن فقط مناوشات مستمرة مع فصائل صغيرة من العدو. وبالطبع لم تحظ هذه الاستراتيجية بشعبية كبيرة بين الجنود، وأطلقوا عليه لقب Cunctator والتي تعني "المؤجل"، لأنه يبدو كما لو كان يحاول تجنب المعركة في حين أن إيطاليا تُدمر من قبل العدو. علاوة على ذلك، كان الرومان يخشون أنه إذا استمر حنبعل في اكتساح إيطاليا دون مقاومة، فسيلجؤ حلفاء الرومان الخائفون للتحالف مع القرطاجيين على اعتبار أن روما ليست قادرة على حمايتهم.

كانت سياسة فابيوس هي ملاحقة حنبعل عن طريق السير بمحاذاته على المرتفعات بينما يتحرك القرطاجيين في السهول، لتجنب مواجهة فرسان حنبعل الذين كان لهم الأفضلية في السهول. تطلب الأمر من الرومان الحيطة والحذر خوفاً من أن يستغل القرطاجيون مهاراتهم لنصب كمائن للرومان. لهذا السبب، عدلوا تشكيلهم أثناء السير ليسيروا في ثلاثة خطوط متوازية بدلاً من خط واحد، وقد كانت التشكيلة الأولى (الخط الواحد) هي السبب في هزيمتهم في معركة بحيرة تراسمانيا.

استطاع فابيوس بتحرشه المستمر بقوات حنبعل، أن يحصل على بعض الأسرى. وعندئذ، قرر فابيوس وروفوس أن يتبادلوا الأسرى وفقا للشروط نفسها التي تم الاتفاق عليها في الحرب البونيقية الأولى. على الرغم من أن القرطاجيين أعادوا للرومان عدة مئات من الأسرى أكثر مما كانوا يتوقعون مقابل أن يدفع الرومان تعويضاً مالياً، لكن مجلس الشيوخ تردد في الدفع. ومع ذلك، لم يَعتدي القرطاجيون على ممتلكات فابيوس للحث على الثقة بهم. وفي النهاية اضطر فابيوس لبيع ممتلكاته لكي يدفع لجيش الأعداء لتسلم فائض من الأسرى.

وبعد أن دمر بوليا، قرر حنبعل السير من خلال سامينيوم إلى كامبانيا، واحدة من أغنى وأخصب مقاطعات إيطاليا، على أمل أن يستدرج ذلك فابيوس إلى معركة. وجد فابيوس الفرصة ممتازة لاعتراض القوات القرطاجية في سهل "كامبانيا" وللقتال في الجبال المحيطة بها على أرض من اختياره. وبمرور الوقت، وجد حنبعل أنه ليس من الحكمة أن يقضي الشتاء في سهول كامبانيا المدمرة. في الوقت ذاته، أمر فابيوس بالتأكيد على أن جميع الممرات الجبلية تم تأمينها. هذا الوضع أدى إلى معركة فاليرنوس التي استطاع فيها القرطاجيون خداع الرومان عن طريق إيهامهم بأنهم في طريقهم إلى المرتفعات فوقهم. بالتالي انخدع الرومان واستطاع القرطاجيون التسلل عبر الممرات التي أصبحت غير مؤمنة بكامل أمتعتهم، وكانت هذه ضربة قوية لهيبة فابيوس.

كان مينوشيوس قائد الفرسان من أكثر المعارضين في صفوف الجيش ضد استراتيجية حرب الاستنزاف التي ينتهجها فابيوس. وبمجرد أن حقق مينوشيوس نجاحاً بسيطاً في بعض المناوشات مع القرطاجيين، أعطى مجلس الشيوخ لمينوشيوس نفس صلاحيات القيادة التي لفابيوس، والذي اُتهم بالجبن. ونتيجة لذلك قرر الرجلان تقسيم الجيش بينهما. استطاع حنبعل جذب مينوشيوس مع فرقته لكمين في معركة جيرونيوم. هرع فابيوس ماكسيموس لمساعدة شريكه في القيادة فتراجعت قوات حنبعل على الفور. وعندئذ، قبل مينوشيوس أن يترك سلطة القيادة لفابيوس وبذلك انتهى الصراع السياسي بينهما.

السعي نحو معركة حاسمة
أصبح فابيوس لا يحظى بشعبية في روما، حيث أن تكتيكاته لم تؤدّ إلى نهاية سريعة للحرب. سخر الشعب الروماني من "الكونكتاتور" (المؤجل). وفي انتخابات عام 216 ق.م انتخب القنصلان جايوس ترينتيوس فارو ولوسيوس أميليوس باولوس، وكلاهما كان ينادي بانتهاج استراتيجية حرب أكثر عدوانية.

في حملة 217 ق.م فشل حنبعل في الحصول على تأييد القبائل الإيطالية، وفي السنة التالية كانت لديه الفرصة لتحويل مجرى الأمور لصالحه. في ربيع عام 216 ق.م.، بادر حنبعل واستولى على مستودع كبير للإمدادات في كاناي في سهل بوليا. وهكذا، عن طريق الاستيلاء على كاناي، وضع حنبعل نفسه بين الرومان والمصدر الأساسي لإمداداتهم الغذائية. أمر مجلس الشيوخ الروماني بإرسال جيشين بقيادة القنصلين فارو وباوليوس. حسب بعض التقديرات، كان يقدر بـ 100,000 مقاتل، على الرغم من أن هذا الرقم لا يمكن التحقق من صحته تماما.

قرر القنصلان فارو وباوليوس مواجهة حنبعل وسارا جنوباً إلى سهل بوليا. وبعد مسيرة يومين، وجدوه على الضفة اليسرى لنهر "أوفيديوس"، وعسكروا على بعد ستة أميال منه. راهن حنبعل على حماسة فارو ورغبته في تحقيق نصر، واستدرجه إلى فخ باستخدام تكتيك الكماشة الذي قضى على الميزة العددية للرومان بتقليص ميدان المعركة. ونظرا للتكتيك الرائع الذي استخدمه حنبعل في المعركة، تمكن جيش حنبعل طبقاً لبعض المصادر من قتل وأسر عدد يتراوح بين 50,000 و70,000 جندي روماني في معركة كاناي.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/2/28/Battle_of_Cannae%2C_215_BC_-_Initial_Roman_attack.gif

وقد كتب المؤرخ بوليبيوس عن المعركة:“ كانت الهزيمة في كاناي أخطر بكثير من الهزائم التي سبقتها، كان ذلك واضحاً في سلوك حلفاء روما. قبل ذلك اليوم المشؤوم كان ولاؤهم لروما غير مشكوك فيه، والآن بدؤوا في التفكير في تغيير ولائهم بعدما خذلهم الرومان. ”


وخلال تلك السنة نفسها، تمردت المدن اليونانية في صقلية وثارت على السيطرة الرومانية السياسية. في الوقت نفسه، تعهد الملك المقدوني فيليب الخامس بتقديم الدعم لحنبعل، فكانت تلك الشرارة التي بدأت الحرب المقدونية الأولى ضد روما. تحالف حنبعل أيضاً مع الملك الُمعيّن حديثاً "هيرونيميوس" ملك سرقوسة، كما أعلنت تارانتو ولاءها له.

أصبح لحنبعل الآن الموارد والجنود اللازمون لشن هجوم ناجح على مدينة روما. ومع ذلك، كان غير واثقٍ من جدوى مثل هذا الهجوم وأمضى قدراً كبيراً من الوقت في التفكير فيه. في الوقت الذي كان يتردد فيه في تنفيذ الهجوم، استطاع الرومان لم شملهم وضاعت الفرصة. كان الحدث الأبرز الآخر في عام 216 ق.م. هو سقوط مدينة "كابوا"، ثاني أكبر مدينة في إيطاليا، والتي اتخذها حنبعل قاعدة جديدة له. لم يكن سقوط كابوا مرضياً لطموحات حنبعل حيث أن هذا الحدث لم يشجع سوى عدد قليل من الدول المدن في إيطاليا التي كان يتوقع أن يكتسبها كحلفاء بالموافقة على الانضمام إليه. وعلاوة على ذلك، لم تستطع البحرية المقدونية مواجهة البحرية الرومانية، ولذا فهم غير قادرين على مساعدته.

أرسل حنبعل وفداً إلى روما للتفاوض على عقد معاهدة سلام وعرض إطلاق سراح الأسرى الرومان لديه مقابل فدية، ولكن روما رفضت جميع العروض.

تكوين قاعدة من الحلفاء

بعد معركة كاناي، اختارت معظم قبائل الجنوب الإيطالي التحالف مع حنبعل. وتوجه جزء من الجيش بقيادة ماجو جنوباً، بينما سار باقي الجيش شمالاً مع حنبعل. وكانت أكبر المكاسب هي السيطرة على مدينة "كابوا" ثاني أكبر المدن في إيطاليا، حيث طمعت الطبقة الأرستقراطية في المدينة في أن تصبح المدينة العليا في إيطاليا بعد الكارثة التي حلت بالرومان، فعقدوا اتفاقية صداقة مع حنبعل من خلالها استطاع أن يحصل على الميناء الذي بواسطته سيتمكن من الحصول على التعزيزات.وبحلول عام 215 ق.م كان حلفاء حنبعل يسيطرون على الجزء الأكبر من جنوب إيطاليا (باستثناء كروتوني التي غزاها حلفاؤه فيما بعد). كما أصبح شمال إيطاليا حيث القبائل الغاليّة خارج السيطرة الرومانية.

اعتبر حنبعل أنه من الضروري الاستيلاء على مدينة "نولا"، والتي تقع في كامبانيا وبها قلعة رومانية. وهي المنطقة التي تربط بين حلفائه وبها أهم ميناء يمد الرومان باحتياجاتهم. قبل أن يقوم بمحاولته الأولى، قضى الرومان على التيار الموالي للقرطاجيين في المدينة، وبذلك لم يعد هناك فرصة لحدوث خيانة فيها. حاول حنبعل ثلاث مرات أن يُسقط المدينة، من خلال الحصار في أعوام 216 ق.م و215 ق.م و214 ق.م، ولكن دفاع المدينة بقيادة ماركوس كلاوديوس مارشيلوس استطاع الصمود. ومع ذلك، استطاع حنبعل في عام 215 ق.م أن يحتل منطقة "كاسيلينيوم"، وهي موقع آخر مهم للتحكم في كامبانيا.

بالرغم من أن سرقوسة ليست في شبه الجزيرة الإيطالية، إلا أنها كانت ذات أهمية لتأمين الطرق البحرية للإمدادات. ولما كانت ليلبايوم لا تزال في أيدي الرومان استغل حنبعل فرصة وفاة هيرو الثاني (ملك سرقوسة وحليف قوي للرومان) وخلف هيرونيموس (الساخط على التحالف مع الرومان) له في الحكم. أوفد حنبعل اثنين من مساعديه نجحا في كسب تأييد السرقوسيين. كانت طموحات السرقوسيين كبيرة، ولكن جيشهم لم يكن نداً للقوات الرومانية، مما أدى إلى حصار سرقوسة بين عامي 214 ق.م و212 ق.م. وخلال هذا الحصار برعت آلات أرخميدس في صد جميع الهجمات الرومانية.

كان هدف حملة حنبعل في إيطاليا هو محاربة الرومان بمواردهم المحلية. في عام 214 ق.م استطاع مساعده "هانو" جمع عدد من الجنود في "سامينيوم"، ولكن الرومان بقيادة تيبيريوس جراكوس اعترضوا هذه الحشود في معركة بنفنتوم الأولى وقضوا عليها قبل أن تصل إلى مقر قيادة حنبعل. تمكن حنبعل من كسب حلفاء، ولكن الدفاع عنهم ضد الرومان أصبح مشكلة جديدة وصعبة في الوقت الذي يحظى فيه الرومان بجيوش جرارة في عدة مواقع. وهكذا، استطاع فابيوس أن يسحب من القرطاجيين أحد حلفائهم في 213 ق.م.

الأوضاع في غرب البحر المتوسط (212 ق.م. - 207 ق.م.)

الحملة الرومانية الأولى على أيبيريا

في عام 211 ق.م في أيبيريا، استأجر الإخوة سكيبيو 20,000 من الجنود المرتزقة لتعزيز جيشهم الذي يضم 30,000 جندي مشاة و3,000 فارس. كان القرطاجيون قد قسموا جيشهم إلى 15,000 جندي تحت قيادة صدربعل، و10,000 جندي لكل من ماجو وصدربعل جيسكو إلى الغرب من صدربعل برقا، فقرر الإخوة سكيبيو تقسيم قواتهم. أخذ بابليوس سكيبيو 20,000 جندي روماني مع جنود حلفائهم وهاجموا ماجو قرب "كاستولو"، في حين أخذ سكيبيو الأصلع 10,000 جندي مع الجنود المرتزقة للهجوم على صدربعل، فوقعت معركتا كاستولو وإيلوركا في غضون أيام قليلة. واللتان عادة ما يعرفا بمعركة بيتس العليا. انتهت هذه المعارك بهزيمة الرومان حيث قام صدربعل برشوة الجنود المرتزقة الذين استأجرهم الرومان ليعودوا إلى وطنهم من دون قتال.

نتيجة لهذه المعارك، اضطر الرومان إلى التراجع إلى نقاطهم الحصينة في شمال أيبيريا حيث لا يستطيع القرطاجيون ملاحقتهم. ومن الجدير بالذكر أن الجنود الرومان قرروا انتخاب قائد جديد حين لقى القائدان مصرعهما، وهذا حدث لم يحدث سوى في الحروب البونيقية.

الحملة الرومانية الثانية على أيبيريا

في 210 ق.م، وصل سكيبيو الإفريقي إلى أيبيريا بناءً على أوامر من مجلس الشيوخ للانتقام لوالده وعمه. نجح سكيبيو في إعادة الاتزان لميزان القوى في أيبيريا، وذلك عندما استولى على قرطاجنة في عام 209 ق.م بعد معركة قرطاجنة. كما هزم صدربعل في معركة بيكولا في عام 208 ق.م.، ولكنه لم يتمكن من منعه من مواصلة مسيرته إلى إيطاليا من أجل تعزيز قوات شقيقه حنبعل.

في عام 206 ق.م.، هزم سكيبيو الإفريقي جيش مجمعاً من قوات ماجو برقا وصدربعل جيسكو وماسينيسا، وبذلك وضع حداً للتواجد القرطاجي في أيبيريا.

الأوضاع في وسط البحر المتوسط (212 ق.م. - 207 ق.م.)

الوصول للذروة ثم السقوط

وصل التوسع القرطاجي إلى ذروته عندما بدلت مدينة تارانتو ولاءها وتحالفت مع حنبعل في عام 212 ق.م. وكانت معركة تارانتو الأولى قد تم التخطيط لها بدقة بواسطة حنبعل والمواليين له من قادة المدينة. كان هناك هجومان منفصلان ناجحان على أبواب المدينة. وقد اتخذ الجيش القرطاجي ستاراً من الفرسان النوميديين المغيرة لدخول المدينة على حين غرة والسيطرة عليها، ولكن تمكن الرومان والموالون لهم من التجمع في قلعة المدينة. فشل القرطاجيون في إسقاط القلعة كما لم يتمكنوا من السيطرة على الميناء، واضطروا بعد ذلك لنقل السفن الحربية فوق اليابسة لإنزالها في عرض البحر.

في عام 212 ق.م.، لم يستطع كلا الطرفان تحقيق النصر في معركة كابوا الأولى. وقرر الرومان الانسحاب وإنهاء حصار كابوا. فتم تعزيز الفرسان في كابوا بـ2,000 فارس نوميدي. وفي نفس العام، في " معركة بنفنتوم الثانية " هُزم هانو مرة أخرى، هذه المرة من جانب كوينتوس فلافيوس فلاكوس. وبعد ذلك في معركة سيلاريوس في عام 212 ق.م.، تعرض الرومان تحت قيادة "ماركوس سينتينيوس" لكمين وفقدت جميع قواتهم الـ16,000 ولم ينج سوى 1,000 جندي.

كانت آخر هزيمة للرومان في عام 212 ق.م.، في معركة هردونيا الأولى عندما تمكن 2,000 جندي روماني فقط من أصل 18,000 جندي من النجاة من هجوم مباشر من قبل قوات حنبعل المتفوقة عدديا، والذي خطط لكمين يقطع على طريق الرومان أثناء الانسحاب.

اتسمت هذه المرحلة من الحرب بسقوط المدن الرئيسية والثانوية للرومان. أثناء حصار سرقوسة (214 ق.م - 212 ق.م)، جعلت عبقرية أرخميدس في اختراع آلات الحرب من المستحيل على الرومان تحقيق أي مكاسب بالأساليب التقليدية لحرب الحصار. وقد أرسل الجيش القرطاجي 20,000 جندي للتخفيف عن المدينة، ولكن هذا الجيش عانى أكثر من الرومان من الوباء، وبالتالي اضطر إلى التراجع إلى أغريجنتو. وفي النهاية، سقطت سرقوسة في قبضة الرومان غدراً، عندما حدثت خيانة ساعدت الرومان على دخول المدينة وأسفر ذلك عن مقتل أرخميدس.

في " معركة كابوا الثانية " عام 211 ق.م.، حاول حنبعل مرة أخرى الاستيلاء على المدينة عن طريق استدراج الرومان لمعركة ضارية. ولكنه لم يوفّق، كما أنه لم يكن قادراً على هزيمة المُحاصرين. لذا لجأ إلى خطة جديدة بالانطلاق نحو روما، لإجبار الرومان على التخلي عن الحصار والاندفاع للدفاع عن مدينتهم. ومع ذلك، لم يترك في كابوا سوى جزء من القوة المحاصرة لنجدة روما، ومع استمرار الحصار سقطت كابوا بعد ذلك بفترة قصيرة. وبالقرب من روما، خاض حنبعل معركة أخرى.

في عام 210 ق.م.، كانت معركة هردونيا الثانية لرفع الحصار الروماني عن المدينة الحليفة للقرطاجيين. استطاع حنبعل أسر القائد "غنايوس فلافيوس سينتوماليوس" على حين غرة أثناء حصاره هردونيا ودمر جيشه في معركة ضارية قتل فيها 13,000 من الرومان من أصل 20,000 جندي. وفي 210 ق.م.، ثار سكان بوليا على الحامية النوميدية وهزموهم وانضموا للرومان.

في 210 ق.م.، لم تحسم " معركة نمسترو " بين حنبعل ومارشيليوس، وحاول الرومان ثانية عام 209 ق.م. في معركة كانوسيوم التي لم تكن حاسمة أيضاً. في غضون ذلك، مكنت هذه المعركة جيشاً رومانياً آخر تحت قيادة فابيوس من الاستيلاء على تارانتو عن طريق خيانة في " معركة تارانتو الثانية ". كان حنبعل في ذلك الوقت قد تمكن من سحب قواته من أمام مارشيليوس، وكان على بعد 8 كم فقط من المدينة، والتي كانت تحت قيادة قرطالو (الذي استسلم إلى فابيوس بعد اتفاق بحسن المعاملة) قد سقطت.

فشل صدربعل برقا في دعم حنبعل

في عام 207 ق.م.، لم تحسم معركة جرومنتيوم بين جايوس كلاوديوس نيرو وحنبعل. وبعد المعركة، استطاع نيرو أن يخدع حنبعل بإيهامه أن الجيش الروماني كله كان لا يزال في معسكره. في أثناء ذلك، تحرك نيرو مع بعض جنوده شمالاً، لتدعيم الرومان هناك لمحاربة صدربعل في معركة ميتوريوس. كانت غادرت قوة قرطاجية تحت قيادة صدربعل، قد غادرت أيبيريا قبل عام بعد الهزيمة في معركة بيكولا وتلقوا تعزيزات من بلاد الغال والمرتزقة وحلفائهم. ومن الجدير بالذكر، أنهم اتخذوا نفس الطريق الذي اتخذه حنبعل قبل 10 سنوات، لكن بخسائر أقل، بفضل المعلومات التي حصلوا عليها من الجنود المرتزقة الذين ينتمون للقبائل الجبلية في تلك المنطقة.

أسفرت المعركة عن إبادة الجيش القرطاجي ومقتل صدربعل في تلك المعركة، وبالتالي فشلت قرطاجنة في تقديم الدعم لحنبعل.

الأوضاع في غرب البحر المتوسط (206 ق.م. - 201 ق.م.)

المواجهة الأخيرة لقرطاج في أيبيريا

في معركة إليبا قام عدد كبير من المرتزقة الذين استأجرهم الجيش القرطاجي بالتصدى لجيش من الرومان والأيبيريين. استخدم سكيبيو الإفريقي حيلة ذكية. في كل يوم ولعدة أيام، ينظم جيشه للمعركة بوضع الرومان في قلب الجيش والأيبيريين في الأجنحة. ولكن عندما يبدأ القرطاجيون بالهجوم، فإن سكيبيو يأمر جيشه بالانسحاب. خدعت هذه الحيلة القائدين القرطاجيّيْن ماجو وصدربعل جيسكو عندما توقعا بأن الرومان سيكونون في القلب. في يوم المعركة، اتجه الرومان لأرض المعركة مبكراً وشكّلوا جناحي الجيش. في نفس الوقت، كان القرطاجيون قد وضعوا أفضل رجالهم في القلب لمواجهة الجنود الرومان. وهكذا سحق الرومان مرتزقة الجيش القرطاجي الذين كانوا في الجناحين. فرّ المرتزقة من المعسكر القرطاجي في تلك الليلة. أنهت هذه الهزيمة الكارثية التواجد القرطاجي في أيبيريا. وبعد ذلك، استولى الرومان على مدينة قادس في عام 206 ق.م، بعد أن ثارت المدينة ضد الحكم القرطاجي.

آخر محاولة للقرطاجيين كانت في عام 205 ق.م. عندما حاول ماجو استعادة مدينة قرطاجنة الأيبيرية. ولكن الهجوم فشل. وفي نفس العام، غادر ماجو أيبيريا، وأبحر من جزر البليار إلى إيطاليا مع قواته الباقية.

النزاع النوميدي

في عام 206 ق.م.، كان هناك تتابع سريع للملوك في نوميديا الشرقية، والتي انتهت مؤقتاً بتقسيم المملكة بين قرطاجنة والملك صيفاقس ملك نوميديا الغربية، وهو حليف سابق للرومان. كان ذلك عبر صفقة تقتضي بأن يتزوج صيفاقس من صفنبعل، ابنة صدربعل جيسكو. وهكذا، لجأ ماسينيسا، الذي خسر بذلك خطيبته للرومان، الذين كان قد أنشأ بالفعل اتصالاً معهم خلال مشاركته في الحرب في أيبيريا.

الأوضاع في وسط البحر المتوسط (206 ق.م. - 201 ق.م.)

المشهد الأخير في إيطاليا

في عام 205 ق.م.، وصل ماجو بقواته إلى إيطاليا. وسرعان ما اشتبك مع الرومان حتى هزم في معركة وادي بو في عام 203 ق.م. أما في الجنوب فبقي الوضع معلّقاً عندما لم يحسم أي من حنبعل أو الرومان معركة كروتوني.

الحرب تنتقل إلى أفريقيا

أسند إلى سكيبيو الإفريقي قيادة الفيالق الرومانية في صقلية، وهناك تلقى أمراً بإنهاء الحرب عن طريق غزو إفريقية. وكانت هذه الفيالق من الناجين من معركة كاناي الذين لم يكن مسموحاً لهم بالعودة إلى الدّيار حتى تنتهي الحرب. كان سكيبيو أيضاً واحداً من الناجين، وكان قد أبلى بلاءاً حسناً خلال حصار سرقوسة، فتم السماح له بالعودة إلى روما، وهناك تدرج بنجاح في المناصب العامة، حتى تولى قيادة القوات في أيبيريا.

في غضون سنة من وصوله لإفريقيّة، هزم سكيبيو القوات القرطاجية تحت قيادة صدربعل جيسكو وحلفائه النوميديين في معركتي يوتيكا والسهول الكبرى. وكان الملك صيفاقس ملك النوميديين الغربيين، الحليف الرئيسي للقرطاجيين، قد هزم وأُسر في معركة سيرتا أمام جايوس لايلوس، في الوقت الذي استعاد فيه ماسينيسا، المنافس النوميدي لصيفاقس وحليف الرومان، جزءاً كبيراً من مملكته بمساعدتهم. أقنعت هذه الانتكسات بعضاً من القرطاجيين، بالدعوى للسلام. بينما طالب البعض الآخر بعودة حنبعل وماجو، اللذين كانا لا يزالان يقاتلان الرومان في قلورية وغاليا كيسالبينا على التوالي.

في عام 203 ق.م.، في الوقت الذي كان فيه سكيبيو الإفريقي وحزب السلام القرطاجي يرتبون لهدنة، استدعي حنبعل من إيطاليا من قِبل حزب الحرب في قرطاجنة. وبعد أن سجّل رحلته بالقرطاجية واليونانية على جدران معبد الإلهة "جونو" في كروتوني، أبحر عائداً إلى إفريقيّة. وفور وصول حنبعل استعاد حزب الحرب الهيمنة في قرطاجنة، ووضعوا تحت قيادته قوّاتاً من الأفارقة والمرتزقة الإيطاليين. لكن حنبعل اعترض على ذلك، وحاول إقناعهم بعدم إرسال الأفارقة الغير مدربين في المعركة. وفي عام 202 ق.م.، التقى حنبعل وسكيبيو في مؤتمر للسلام. وعلى الرغم من الإعجاب المتبادل بين الجنرالين، تعثرت المفاوضات، حيث اعترض الرومان على سوء النوايا القرطاجية.

فك الهدنة ومعاهدة السلام النهائية

في عام 202 ق.م.، كانت المعركة الحاسمة، وفيها، خلافاً لمعظم معارك الحرب البونيقية الثانية، كان التفوق لسلاح الفرسان الروماني، بينما القرطاجيون كانوا متفوقين في سلاح المشاة. كان الجيش الروماني أفضل تسليحاً من الجيش القرطاجي. رفض حنبعل قيادة هذا الجيش في المعركة لأنه لم يكن يتوقع له القدرة على الصّمود. حدثت بينه وبين الأوليغارشية نقاشات كثيرة. كما أُجبر صدربعل جيسكو شريك حنبعل في القيادة على الانتحار لتأييده رأي حنبعل بأنه لا ينبغي أن تذهب هذه القوات إلى المعركة. قبل المعركة، لم يخطب حنبعل في قواته الجديدة، ولكنه اكتفى بإلقاء كلمة لقدامى المحاربين فقط.

تعمد سكيبيو إثارة الفيلة في الجيش القرطاجي، فقفلت راجعة متسببة في حالة من الفوضى بين صفوف الفرسان القرطاجيين. استفاد الفرسان الرومان من ذلك وأجبروا سلاح الفرسان القرطاجي على الابتعاد عن ميدان المعركة. ومع ذلك، ظلت المعركة متقاربة، بل وكان حنبعل على وشك الانتصار، لولا صمود سكيبيو مع رجاله، وعودة الفرسان الرومان من مطاردة الفرسان القرطاجيين ومن ثم مهاجمتهم لمؤخرة الجيش القرطاجي. أدى هذا الهجوم المزدوج إلى تفكك وانهيار الجيش القرطاجي. وبعد هزيمتهم، أقنع حنبعل القرطاجيين بقبول السلام.

روما وقرطاجنة بعد الحرب

فقدت قرطاجنة هسبانيا إلى الأبد، وأصبحت دولة تابعة للرومان. وفُرضت عليها تعويضات حرب تقدر بـ10,000 طالنط، كما مَنعت القرطاجيين من الاحتفاظ بأكثر من عشرة سفن فقط لحماية سواحلهم من القراصنة، ومُنعوا أيضاً من جمع أي جيش دون إذن من روما. أعطى ذلك الفرصة للنوميديين لاحتلال ونهب الأراضي القرطاجية. وبعد نصف قرن، عندما جمعت قرطاجنة جيشاً للدفاع عن نفسها من هذه التهديدات، دمّرت روما هذا الجيش في الحرب البونيقية الثالثة. أما روما، فبانتصارها أتتها الفرصة للهيمنة على البحر المتوسط.

لم تكن نهاية الحرب مرحباً بها في روما، لأسباب تتعلق بالسياسة والمعنويات. فعندما صدر مرسوم من مجلس الشيوخ للاتفاق على معاهدة سلام مع قرطاجنة، قال "كوينتس كاسيليوس ميتيليوس"، وهو قنصل سابق: «إنني لا أعتقد أن إنهاء الحرب شيئ سيسعد روما، أخشى أن يغرق الشعب الروماني مرة أخرى في سباته السابق، الذي أيقظهم منه وجود حنبعل». اتفق أيضاً معه "كاتو الكبير"، الذي قال: «إن لم يَتم تدمير قرطاج تماماً، فبعد فترة ستستعيد قوتها وتشكل تهديداً جديداً لروما، وستضغط على روما من اتفاق أفضل للسلام». حتى بعد السلام، أصر كاتو على تدمير قرطاجنة، وأنهى خطبته بعبارة (" يجب تدمير قرطاج ").

اعتزل حنبعل الحياة العسكرية واتجه للتجارة، وبعد عدة سنوات، أصبح له دور قيادي في قرطاجنة. رغم استياء النبلاء القرطاجيين من سياسته الديمقراطية ومكافحته للفساد. أقنع النبلاء الرومان بنفيه إلى آسيا الصغرى، ومن هناك قاد الجيوش مرة أخرى ضد الرومان وحلفائهم. وفي نهاية المطاف، انتحر حنبعل لتجنب القبض عليه.

قرطاجنة ونوميديا بعد الحرب

كانت هناك مناوشات خفيفة بين قرطاجنة ونوميديا، ولكن بعد الحرب البونيقية الثالثة، استولت نوميديا على معظم الأراضي القرطاجية في شمال أفريقيا.

الاستخبارات أثناء الحرب

في هذا الصراع، لعبت الاستخبارات دوراً هاماً في كلا الجانبين. فقد أسس حنبعل شبكة من المخابرات التي مكنته من تحقيق انتصاراته البارزة.وبالمثل، كانت انتصارات سكيبيو الإفريقي الرئيسية معتمدة على المعلومات التي جمعها جواسيسه. في عام 217 ق.م.، تم القبض على مواطن روماني يُقيم في روما، كان يعمل كجاسوس للقرطاجيين، وقطعت يداه كعقوبة على ذلك.

آراء حول الحرب

قال عنها المؤرخ تيتوس ليفيوس «إنها حرب لا تنسى، تلك الحرب التي شنها القرطاجيون تحت قيادة حنبعل على الرومان. لقد استنزفت الحرب موارد البلدين، كما استخدم الفريقان فنوناً حربية لم تكن معروفة من قبل».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://history-2010.yoo7.com
 
حرب بونيقية ثانية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حرب صقلية ثانية
» اضحك على نفسك بعد 40 ثانية ..؟!
» حرب بونيقية أولى
» حرب بونيقية ثالثة
» تاربع حروب بونيقية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
history :: تاريخ الحروب :: حروب التاريخ القديم-
انتقل الى: